|


كأس الخليج.. قنبلة عشاء تضاهي التأهل إلى المونديال

خالد الفيصل صاحب فكرة كأس الخليج (أرشيفية)
الرياض ـ مقبل الزبني 2024.12.18 | 03:07 pm

على طاولة عشاء مستديرة في الرياض، جلس شاب في العقد الثاني من العمر، ليلة 14 أبريل 1968، وإلى جواره الشيخ محمد بن خليفة، الرجل البحريني المهتم بشؤون كرة القدم، وطرح في لحظة تاريخية فكرة تنظيم كأس الخليج.
كان ذلك الشاب هو الأمير خالد الفيصل، الشاعر والرسام والمدير العام لرعاية الشباب حينها، الذي احتاجت فكرته إلى عامين فقط حتى تخرج إلى النور، البطولة الخليجية الأولى، التي أصبحت لاحقًا عنوانًا للإثارة وقوة التنافس.
يقول خالد الفيصل أو«دايم السيف» خلال مقابلة مع الزميل عبد الله المديفر على قناة روتانا خليجية في 2019: «ألقيت كلمة أثناء مأدبة العشاء، على شرف الشيخ محمد وبعثة المنتخب البحريني، واقترحت خلالها أن تُنظم دورة لمنتخبات الخليج».
وتابع: «بعد الانتهاء من الكلمة، أعلن الشيخ محمد بن خليفة تأييده للفكرة، وبعد نهاية الاجتماع تحدث معي اثنان من مستشاري رعاية الشباب، وقال أحدهما: وش هالقنبلة اللي فجرتها».
وأضاف الفيصل: «سألته أي قنبلة؟ فقال اقتراحك بتنظيم بطولة خليجية، هل أبوك يدري؟»، في إشارة إلى أنه كان يجب أن يخبر والده الملك فيصل، قبل أن يطرح فكرته.
واستطرد الفيصل قائلًا: «توجهت إلى قصر والدي، وأخبرته بالمقترح الذي قدمته للوفد البحريني، ووافق على ذلك، وطلب أن أوفر كل ما تحتاج إليه البحرين من أجل تطبيق الفكرة وتنظيم البطولة».
الفكرة قبل أن تتبلور على أرض الواقع، تحصلت أيضًا على مباركة دول الخليج جميعها، إضافة إلى ابتسامة رضا من ستانلي روس، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بين 1961 و1974 حين عرضها عليه البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة نيابة عن بلدان المنطقة.
هذه الفكرة كانت أيضًا نواة لتغيير كبير في خارطة المنطقة، وحدث أهم نتج عنه بعد نحو 10 أعوام، إشهار مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم ست دول، وفق ما أشار إليه الفيصل في الحوار ذاته.
لحظة الحقيقة كانت في 19 يونيو 1969 حين وجهت البحرين الدعوة إلى السعودية والكويت المنضويتين تحت لواء الاتحاد الدولي حينها من أجل عقد اجتماع يبحث مسودة نظام البطولة، وتمت الموافقة عليه بالإجماع، واعتمد استضافة البحرين للنسخة الأولى التي جرت على ملعب مدينة عيسى ابتداء من 27 مارس 1970 وتوج فيها الأزرق وسط تنافس مع الأخضر والأحمر، إضافة إلى العنابي القطري الذي شارك بموجب إذن خاص من «فيفا»، لأن اتحاده لم يكن قد انضم إلى «فيفا» في ذلك الوقت.
وعلى هامش النسخة الأولى، عقد اجتماع لممثلي المنتخبات عدلت خلاله بعض فقرات نظام البطولة، واقر تنظيمها كل عامين بدلًا من عام، واختيرت السعودية من أجل احتضان الكأس الثانية.
ونصت إحدى الفقرات على أن المنتخب الفائز بالكأس ثلاث مرات يحتفظ بها إلى الأبد على أن تتنافس المنتخبات بعد ذلك على كأس جديدة، كما الحال في كأس العالم.
في نسخة الرياض 1972 ارتفع عدد الدول المشاركة إلى 5 بعد انضمام الإمارات، وحافظ الأزرق على لقبه أيضًا.
واستمرت هيمنت الكويت على البطولة بعد حصدها اللقب الثالث تواليًا على أرضها 1974، وسط مشاركة 6 منتخبات مع انضمام عمان.
ولحق العراق بركب الدول المشاركة في النسخة الخامسة، التي استضافها 1979، واستطاع أسود الرافدين حصد اللقب واضعين حدًا للاحتكار الكويتي.
وفي الكويت 2003، دخل اليمن ضيفًا جديدًا على البطولة، وتوج فيها الأخضر السعودي.
وطوال عمر البطولة الممتد نحو 54 عامًا، توج العراق، بـ 4 ألقاب والأخضر بـ3، ومثلها للعنابي، ولقبان للأبيض الإماراتي والأحمر العماني، قبل أن تخطف البحرين كأسها الأول بعد 49 عامًا على انطلاق الحدث من أرضها.
الكويت الذي يحلو لمحبيه تسميته بـ«الأزيرق» نسبة إلى البرد القارس، يعد صاحب الرقم القياسي بعد صعوده المنصة الذهبية 10 مرات قبل استضافته «خليجي 26»، التي تدشن السبت، البطولة التي انطلقت من «قنبلة» عشاء حتى أصبح التتويج فيها يضاهي بلوغ كأس العالم.


كأس الخليج.. قنبلة عشاء تضاهي التأهل إلى المونديال