|


من هو فيوري؟ ملاكم.. ومخدرات

تايسون فيوري خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، في الرياض قبل مواجهة الأوكراني أولكسندر أوسيك (رويترز)
الرياض ـ وليد الجديعي 2024.12.20 | 02:41 pm

«كيف استطاع شخص بدين أن يفوز على رجل يمتلك جسمًا رياضيًا»، هكذا كان السؤال الذي يتردد على ألسنة جماهير الملاكمة، بعد أن شهدوا انتصار البريطاني تايسون فيوري على خصمه الأمريكي ديونتاي وايلدر في ليلة تاريخية كانت حديث عالم آنذاك.
‏‎عام 1988، وتحديدًا في 12 أغسطس، أبصر تايسون فيوري النور في إحدى ضواحي مانشستر الإنجليزية، حيث ترعرع على يد والده الذي كان يرى فيه صفات الملاكم المحترف.
‏‎ظهر هذا الفتى الإنجليزي الضخم الذي يبلغ طوله مترين في الملاكمة عام 2008، ونجح بالتتويج بعدها بلقب المجلس العالمي للوزن الثقيل للمرة الأولى عام 2015 دون خسارة بعد فوزه على خصمه الأوكراني فلاديمير كليتشكو، لكنه لم يستمر طويلًا واختفى فجأة عن الأنظار. وبعدها بأشهر عدة أعلن الملاكم البريطاني التنازل عن جميع ألقابه دون سابق إنذار.
واعترف فيوري أن السبب وراء اختفائه هو أنه كان مصابًا بالاكتئاب، وكان يتعاطى المخدرات التي كادت تفسد حياته.
وفي عام 2015 وافق فيوري على تسوية مع منظمة مكافحة تعاطي المنشطات «أوكاد» في بريطانيا من أجل عودته إلى رياضة الملاكمة.
وكانت تنص هذه الاتفاقية حينها على منعه من المشاركة لمدة عامين بسبب النتيجة الإيجابية، التي خرجت بها العينة الخاصة بالملاكم، فيما يتعلق بمادة محظورة تدعى ستيرويد ناندرولون.
وعقب هذه الحادثة تعافى الملاكم تايسون فيوري بعد رحلة طويلة من علاج الإدمان، لكنه كان يعاني من مشكلة زيادة الوزن بسبب تعاطيه للمخدرات سابقًا.
وفي عام 2018 تقدم مجددًا بطلب الحصول على رخصة الملاكمة، ونجح بعدها في الوصول إلى النهائي ليلاقي ديونتاي وايلدر، بطل العالم للوزن الثقيل آنذاك.
‏‎وكانت شتى وسائل الإعلام حينها تتوقع فوز وايلدر بسبب أن فيوري كان بدينًا على عكس منافسه الأمريكي الذي يمتلك جسمًا رياضيًا، لكن البريطاني ضرب هذه التوقعات عرض الحائط وواجه وايلدر بإصرار وعزيمة لتنتهي هذه الموقعة المثيرة بالتعادل.
‏‎وقررت بعدها اللجنة المنظمة للبطولة إطلاق نزال آخر وفقًا للوائحها وأنظمتها، وخاض تايسون نزاله الثاني والمصيري من أجل استرجاع أمجاده التي اندثرت بسبب الاكتئاب والمخدرات.
دقائق ثم بدأت المعركة الحاسمة بين الطرفين وكانت أعين الجماهير مشدودة نحو الحلبة، وكان حينها وايلدر يتحرك بسرعة ويوجه لكماته بقوة كما لو أنه يريد إنهاء هذه القصة سريعًا، لكن خصمه البريطاني كان غريبًا عند تلقي اللكمات، جسده المليء بالشحوم يمتص الضربات، لكن سرعان ما تبددت آمال وايلدر واقتنع أخيرًا أنه يواجه بطلًا لا يعرف الخوف، وكان يتمنى الموت في يوم من الأيام، وفي النهاية انقض فيوري في الجولة الأخيرة على خصمه بلكمات قوية وكأنه يريد إنهاء هذا النزال واسترجاع لقبه، وتمكن من هزيمة وايلدر في مواجهة تاريخية كانت حديث العالم، يرددون وقتها «كيف استطاع شخص بدين أن يتغلب عليه».
‏‎لم يتقبل وايلدر تلك الهزيمة، واتهم فيوري بالغش قائلًا إن قفازاته التي يلاكم بها مدججة بالحديد، ما يجعلها قوية في توجيه اللكمات، مطالبًا بإعادة النزال.
‏‎ووافق فيوري على إعادة النزال، واستطاع البريطاني بعد قتال شرس استمر لمدة 12 جولة، أن يسقطه للمرة الثانية تواليًا بلكمة قوية وقاضية.
ويستعد فيوري، السبت، لمواجهة الأوكراني أولكسندر أوسيك في أسبوع الملاكمة، ضمن موسم الرياض، من أجل العودة مجددًا إلى عرش البطولة، بعد أن خسر أمامه في مايو الماضي.


من هو فيوري؟ ملاكم.. ومخدرات