|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2024-03-04
تويتر للمتابع ينقسم إلى عالمين، الأول جميل وأقصى خلافاته على مباراة كرة قدم، والثاني فيه أخبار الحروب واحتمالات توسعها، وكل عالم له تأثيره على المتابع، أتذكر عندما تابعت بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وكيف لهذه الحرب أن تصبح عالمية، حينها شعرت بأن العالم أصبح مخيفًا، وفي أي لحظة قد ينزلق في طريق كارثي. بعد مدة مللت من متابعة أخبار الحرب، وعدت أتابع ما كنت أتابعه قبلها، فعاد العالم هادئًا مسالمًا. أبدأ بمثال من عالم تويتر المخيف غرد به حساب الأحداث الأمريكية (وزير الصحة الألماني لوترباخ يأمر بتجهيز نظام الرعاية الصحية في البلاد لحرب محتملة). تغريدة أخرى من عالم تويتر الجميل غرد بها الزميل العزيز صالح الخليف (كان إنسانًا واضحًا يشبه ليالي الصيف، وصادقًا يشبه دموع الفرح التي تأتي بلا مواعيد، وواسعًا يشبه هموم المخذولين، وراسخًا يشبه الحزن على وجوه البائسين، ومتفائلًا يشبه حلم رجل مكسور الخاطر يؤمن بالآمال البعيدة.. كان لا يشبه أحدًا أبدًا.. كان يشبه نفسه فقط.. !!) أعجبتني التغريدة جدًا، كل جملة فيها مشهد عظيم. لا أعرف لماذا انشغل صالح عني في المدة الماضية، ربما اكتشف أني أشبه ليالي الشتاء، أو أني أؤمن بالآمال البعيدة، أصحاب الآمال البعيدة غير عمليين في زمن يتبدل سريعًا، فتصبح الآمال غير واقعية. عيسى المالكي غرد منبهًا المتابعين، تنبيه لمن لا يريد العيش بشعور الندم (إذا كنت تستطيع أن تسامح، فافعل ذلك بسرعة، فالوقت الضائع في الاستياء هو وقت لا يمكننا استرداده). يقال أن أغلب من يشعرون بالحزن والكآبة لديهم وقت فراغ طويل، ربما بعض العلاج لا يحتاج لزيارة الطبيب، أمل ناضرين غردت باقتباس لأحلام مستغانمي (قرأت يومًا أن راحة القلب في العمل، وأن السعادة هي أن تكون مشغولًا إلى حد لا تنتبه أنك تعيش). أبو هاردي غرد عن أفضل وسيلة لجبر الخواطر (العناق أول وسيلة عرفها البشر لجبر الخواطر، ثم ابتكروا الحوالات البنكية) الحقيقة التي عجزت التغافل عنها هي أن وجود المال أكبر محفز للروح!. حساب روائع الأدب العالمي غرد باقتباس للكاتبة الروسية ألكسندرا ماكاروفا، الاقتباس يفسر تهكم البعض من الذين يطرحون أفكارًا رائعة (الأشخاص الذين لا يستطيعون الحلم سيحاولون دائمًا تدمير أولئك الذين يستطيعون ذلك). صلاح ما زال يغرد بقصص قصيرة، بمجرد عدة كلمات يرسم مشاهد ووجوه ومواقف (إلى الفتاة التي ارتطمت بي هذا الصباح، أنا أخرج كل يوم في نفس الموعد!).