|


أحمد الحامد⁩
في وداع عام آخر!
2025-01-03
العالم مع كل علمه و تطوره، وكل ما وصل إليه من تقنية غير مسبوقة، ما زال بعض من يعيشون فيه ينتظرون توقعات العرافين عند رأس السنة، ولست هنا ألوم من يصدقون هذا العبث، العالم مليء بالعبث الذي يصدر حتى من جهات مرموقة تحتل البلدان وتصدر عملات الكترونية لا سندات لها، وكأنها تعيش في اقتصاد موازٍ. العرافون كذابون، لكنهم ليسوا أكثر كذبًا من شركات عالمية ميزانياتها تعادل ميزانيات دول، لا يمكن للعرافيين أن يصدقوا، مثلما لا يمكن للدعايات أن تصدق، حولت البشر لاستهلاكيين، يقيسوا حجم نجاحاتهم بحجم ما اشتروه وما حصلوا عليه. ندخل العام 2025 وما زال من 2024 الكثير، في أوروبا يأمل الناس أن يوضع حدٌ للحرب الروسية الأوكرانية، ليس كل من يتمنون انتهاء الحرب طيبين، بل لأن هذه الحرب قد تشتعل إلى ما هو أوسع من حدود البلدين، ومن صَنع الرؤوس النووية لم يصنعها ليتفاخر بها، المؤكد أنه صنعها لكي لا ينهزم! ليست مشكلة العلم الفائق أنه مكّن الانسان من صناعة أسلحة تدميرية شاملة، بل في من وجه العلم لصناعة هذه الأسلحة. ندخل العام 2025 وهناك بلدان يموت فيها المرضى لأنهم لا يملكون ثمن العلاج، تستخرج الشركات من جبالها الألماس، ويموت الأطفال على بعد كيلومترات بسبب سوء التغذية، يموتون دون ضجيج ووداع، فالكاميرات لا تُفضل القصص الحزينة وإن كانت حقيقية، تعرف الكاميرات أن تصوير يوميات مشاهير العالم هي الأكثر مشاهدة، من طلّق من، ومن يحب من، وكم كانت إيرادات الفيلم الخيالي. ليس كل العالم جميل، يكمن الحظ الجيد للإنسان اليوم في المكان الذي يولد فيه، المكان الذي يحفظ كرامته، ويُهيّأ له التعليم والصحة، ويتيح لموهبته الحياة. حظ الإنسان الجيد في البلد الذي لا يتقاتل أبناؤه، ولا يعطي فيه المواطنون الولاء لمن هم خارج الحدود، ولو أتيح للأجيال القادمة التي لم تولد أن تختار حظها لاختارت البلدان التي تصنع لها الحظ الجيد.