رحل من الباب الكبير، متكئًا على عكازه، الذي لازمه في مراحل كثيرة من مسيرته الكروية، وكأنه كهل يبلغ من العمر عتيًا.. لا أحد توقع أن نهاية النجم البرازيلي نيمار جونيور مع أزرق العاصمة السعودية ستكون بهذه الصورة القاتمة.
«أنا العب كما لو كانت كل مباراة هي الأخيرة»، هكذا يعبر الملك البرازيلي عن شغفه وولعه في الساحرة المستديرة التي لم يستطع خلال نحو عام ونصف، ملامستها سوى 428 دقيقة مع الهلال، وهو الذي ورث عرش بيليه عقب أن أصبح الهدّاف التاريخي لمنتخب بلاده، في سبتمبر 2023 برصيد 79 هدفًا أي بعد نحو شهر من انتقاله إلى الأزرق العاصمي، قادمًا من باريس سان جيرمان، في صفقة لموسمين.
أغلى لاعب في العالم، حين أتى 2017 من برشلونة إلى حديقة الأمراء الباريسية مقابل 222 مليون يورو، قضى فترة محبطة للغاية متأثرًا بإصابة الرباط الصليبي بركبته اليسرى خلال مباراة أمام الأوروجواي في تصفيات كأس العالم، أكتوبر 2023.
وخلافًا للتوقعات الجامحة بالفوز بكل شيء وقت تقديم «التاريخي» نيمار في ملعب الملك فهد بالرياض، أبدت العديد من الجماهير الزرقاء عبر منصات التواصل رضاها عن رحيله على أمل أن يكون الفرعون المصري محمد صلاح خير عوض له قبل إغلاق نافذة الشتاء الحالية.
ومع غيابه الطويل عن المستطيل الأخضر لنحو 70 مباراة مع الهلال منذ قدومه في أغسطس قبل الماضي، اكتفى نيمار «32 عامًا» بالوجود في صالات التأهيل، إضافة إلى تلويحه لزملائه من المدرجات مرتديًا الزي السعودي، ويبدو في كثير من الأحيان زائدًا وزنه، نتيجة تأثر حالته البدنية بابتعاده عن المواجهات والتدريبات.
وعلى مدى الأعوام الخمسة الماضية، لا يبدو نيمار وحده الصفقة الفاشلة إن جازت التسمية على مستوى العالمي، فهناك الفرنسي بول بوجبا عند عودته إلى يوفنتوس 2022، أصبح أحد اللاعبين الأعلى أجرًا في الدوري الإيطالي، لكنه شارك في 12 مباراة فقط خلال موسميه مع السيدة العجوز، في وقت كان يحصل فيه على أجر أسبوعي قدره 198 ألف دولار.
انقطع موسمه الأول بسبب الإصابات، وعرقل تحقيق المنشطات موسمه الثاني، وبعد أشهر من التكهنات، أنهى اليوفي عقده في فبراير 2024.
ويبدو أيضًا البلجيكي إيدن هازارد ليس بأفضل حال من نيمار بوجبا، بعد أن كان في موسم 2018-2019 أحد ألمع الأسماء في العالم، لكنه عانى من تراجع كبير في مستواه بعد انتقاله إلى البيت الأبيض المدريدي الذي عاش فيه أربعة أعوام، لعب طيلتها 76 مباراة فقط، مسجلًا 7 أهداف، وصانعًا هدفين، مقابل أجر أسبوعي قدره 621 ألف دولار، ليعلن تعليقه الحذاء في 2023 وهو في 32 عامًا من عمره.
ومع عودته إلى سانتوس، مهد الصبا، الذي انطلق منه قبل 16 عامًا، وهو لم يكمل ربيعه السابع عشر، يمكن أن يعيد نيمار صياغة نفسه بشكل يجعله قريبًا من حلمه الأخير باللعب في كأس العالم 2026، لكن بدون «كرشة» وطبعًا بلا عكاز.